الساعة الان


الثلاثاء، 11 سبتمبر 2018

الاكتئاب


الاكتئـآب



تعريف الاكتئآب

الاكتئآب هو واحد من أكثر الاضطرابات شيوعاً في العالم، وهو
لا يعتبر ضعفاً أو حالة يمكن الخروج منها ببساطة، بل هو حالة مرضية تستلزم التدخل الطبي.

يؤثر الاكتئآب على العقل والجسم معاً، كما ويؤثر على تفكير الشخص وتصرفاته. بالإضافة إلى ذلك، فهو قد يسبب العديد من المشـاكل النفسية والجسمية الأخرى، كما وقد لا يستطيع المصاب به ممارسة نشاطاته اليومية الاعتيادية بشكل طبيعي، وقد يشعر بأن الحياة لا تستحق أن يعيشها.

ومن الجدير بالذكر أن معظم الأخصائيين حالياً ينظرون إلى الاكتئآب على أنه مرض مزمن يحتاج لعلاج طويل الأمد، مثل أمراض السكري وارتفاع ضغط الدم وغيرها من أمراض أخرى. وبالرغم من أن بعض الأشخاص يصابون بالاكتئآب لمرة واحدة في حياتهم، إلا أن معظمهم يعاني من تكرار أعراض الاكتئآب.

يساعد التشخيص والعلاج الفعال في التخفيف من أو إزالة أعراض الاكتئآب حتى الشديدة منها، حيث أن معظم المصابين عادة ما يبدؤون بالشعور بالتحسن ويستطيعون العودة لممارسة نشاطاتهم اليومية السابقة خلال أسابيع قليلة من بدء العلاج.




أعراض الاكتئآب

تشمل أعراض الاكتئآب ما يلي:
·       فقدان الرغبة في ممارسة النشاطات اليومية الاعتيادية.
·       الشعور بالحزن أو التراجع.
·       الشعور بفقدان بالأمل.
·       نوبات بكاء بدون سبب واضح.
·       الاضطراب في النوم.
·       الصعوبة في التركيز.
·       الصعوبة في اتخاذ القرارات. 
·       زيادة الوزن أو نقصانه دون محاولة.
·       سرعة التهيج. 
·       نفاذ الصبر.
·       سهولة الانزعاج. 
·       الشعور بالتعب أو الإعياء. 
·       فقدان الشعور بقيمة الذات. 
·       فقدان الرغبة الجنسية.
·       الأفكار الانتحارية أو ممارسة السلوكات الانتحارية. 
·       الإصابة بمشاكل جسمية دون سبب واضح، مثل ألم الظهر أو الصداع.


أسباب الاكتئآب

إن أسباب الاكتئآب غير معروفة بالضبط، ولكن كما هو الحال مع العديد من الأمراض النفسية الأخرى فإنه يعتقد بأن هناك العديد من العوامل الكيماوية الحيوية والجينية والبيئية التي قد تسببه كما هو موضح تالياً:

·    العوامل الكيماوية الحيوية:
هناك بعض الأدلة على أن بعض الأشخاص الذين يعانون من الاكتئآب يحصل لديهم تغيرات مادية في الدماغ. وعلى الرغم من أن أهمية هذه التغيرات لم تحدد بعد، إلا أنها تساعد في تحديد أسباب الإصابة به. كما وتلعب النواقل العصبية--وهي مواد كيماوية تتواجد بشكل طبيعي في الدماغ وترتبط بالمزاج-- دوراً في ذلك أيضاً. إضافة إلى ذلك، فقد يسبب الخلل في الهرمونات الإصابة بهذا الاضطراب.

·    العوامل الجينية:
أظهرت بعض الدراسات أن الاكتئآب هو أكثر شيوعاً عند الأشخاص الذين أصيب أفراد عائلاتهم به، الأمر الذي شجع الباحثين على السعي للكشف عن الجينات المسببة له.

·    العوامل البيئية:
يعتقد أن البيئة تلعب دوراً في الاكتئآب بطريقة ما. وتعرف العوامل البيئية التي تساعد على الإصابة بالاكتئآب بأنها ظروف حياتية يصعب التعايش معها. وتتضمن هذه العوامل المشـاكل المالية والضغوطات النفسية العالية وفقدان شخص عريز.


العوامـل التي تزيد من احتمالية الإصابة بالاكتئآب

يعتبر جميع الأشخاص عرضة للإصابة بالاكتئآب، فهو قد يصيب أي شخص من كل الأعراق والأصول والمستويات الاقتصادية.
ومن الجدير بالذكر أنه على الرغم من أن هذا الاضطراب قد يصيب الشخص من أية مرحلة عمرية كان—وحتى في مرحلتي الطفولة والشيخوخة—إلا أنه عادة ما يبدأ في السنوات الأخيرة من عمر العشرينات.
وعلى الرغم من أن هذا الاضطراب يصيب الجنسين، إلا أنه يشخص لدى النساء أكثر بنسبة الضعف مقارنة مع الرجال، ولكن هذا قد يعود إلى حد ما إلى أن النساء يسعين أكثر لطلب علاج لهذا الاضطراب.
ورغم أن سبب الاكتئآب غير معروف بدقة، إلا أن الباحثين قد قاموا بتحديد عوامل معينة تزيد من احتمالية الإصابة به أو تحفز الإصابة به. وتشمل هذه العوامل ما يلي:
·       إصابة أقارب آخرين بالاكتئآب.
·       انتحار أحد أفراد العائلة.
·       عيش أحداث تسبب ضغوطات نفسية، مثل وفاة أحد المقربين. 
·       كآبة المزاج خلال سنوات الشباب. 
·       الإصابة بالأمراض، مثل السرطان وأمراض القلب وألزهايمر.
·       استخدام أدوية معينة لفترات طويلة، مثل أدوية ارتفاع ضغط الدم والأقراص المنومة وأحياناً أقراص منع الحمل.
·       امتلاك بعض الصفات أو الطباع، مثل الاعتماد الكلي على الآخرين، وانتقاد النفس والتشاؤم وقلة احترام الذات.
·       تعاطي الكحول أو النيكوتين أو المخدرات. 
·       الولادة.
·       الفقر المادي والاجتماعي.


اكتئاب ما بعد الولادة 

·       تمر حوالي نصف النساء بعد الولادة بأوقات يعانين فيها من التوتر وزيادة الانفعالات. وتعرف هذه الفترات بـِ "شجن الولادة" وتستمر عادة لفترة لا تزيد عن عدة أسابيع، وذلك بخلاف حالة اكتئآب ما بعد الحمل التي تستمر وتشتد.
·       تعاني حوالي 10-15% من الأمهات الجدد من الاكتئآب خلال ثلاثة إلى ستة أشهر بعد الولادة. وقد تتردد بعض النساء في الاعتراف بهذا الاكتئآب خوفاً من العار، وذلك لأن المجتمع ينظر لهذه الفترة على أنها فترة سعيدة بالنسبة للمرأة.
·       تعتبر التغيرات الجذرية والضغوطات المصاحبة للأمومة ونقص النوم، بالإضافة إلى التغير في الهرمونات، عوامل مؤثرة في اكتئآب ما بعد الحمل، كما يعد الإرهاق الجسدي ومغص أو مرض الطفل والضغوطات المادية وقلة الدعم الاجتماعي من العوامل المساعدة على الإصابة به.
·       تتشابه الكثير من الظواهر الخاصة باكتئآب ما بعد الحمل مع ظواهر الاكتئآب، فقد تصاب الأم الحديثة بالحزن أو فقدان الأمل. كما وقد تصاب بالتوتر والقلق على صحة الطفل، وقد تفقد القدرة على أداء وظائفها وتصاب بالارتباك بسبب رعاية طفلها. كما وقد تشعر بتغير في الشهية، وهذا يؤدي إلى زيادة أو نقصان الوزن. بالإضافة إلى ذلك، فهي قد تفقد الاهتمام بكل شيء حتى طفلها، مما قد يشعرها بالذنب أو بعدم الأهمية.
·       إن كنت تعانين من اكتئآب ما بعد الحمل، فإن العلاجات التي تتضمن الأدوية والعلاج النفسي يمكن أن تعطي فرقاً كبيراً لك ولطفلك.



متى يجب طلب المساعدة الطبية؟

يعتبر الشعور بالحزن أو الانزعاج أو عدم السعادة بسبب أوضاع معينة في الحياة أمراً طبيعياً للغاية، ولكن في حالة الاكتئآب، فإن هذه المشـاعر تستمر لأسابيع أو أشهر أو حتى سنوات. كما وتكون هذه المشاعر أكثر شدة من مجرد الأشجان، ويمكن أن تؤثر سلبياً على العلاقات والعمل والنشاطات اليومية، وحتى على القابلية لتناول الطعام والاستحمام.

قد يؤدي الشعور بالاكتئآب إلى الانتحار. فإن شعرت بأي من أعراض هذا الاضطراب، فعليك بطلب المسـاعدة الطبية بأسرع وقت ممكن، فالاكتئآب لا يتحسن عادة من دون تدخل طبي، بل يمكن أن يزداد سوء إن لم يُعالج.


مضاعفات الاكتئآب

إن الاكتئآب مرض خطير ذو ضريبة فادحة على الفرد والعائلة. وتتضمن المضاعفات التي يسببها أو يرتبط بها ما يلي:
·       الانتحار.
·       الإدمان على الكحول. 
·       تعاطي المخدرات.
·       التوتر.
·       أمراض القلب والأمراض الأخرى.
·       المشـاكل في العمل أو الدراسة.
·       المشاكل العائلية. 
·       الصعوبات في العلاقات.
·       الانعزال الاجتماعي.


العلاجات والأدوية 

تتوفر العديد من العلاجات للاكتئاب، وتشمل العلاجات النموذجية له ما يلي:
1.  العلاج الدوائي. 
2.  العلاج النفسي. 

ويجد معظم الناس أنه يتم التوصل إلى أفضل علاج لأعراض الاكتئآب بالجمع بين العلاجين معاً.
3.  المعالجة بالتخليج الكهربائي: وعلى الرغم من أن الخبراء لا يعلمون بالضبط كيف يساعد هذا العلاج في التخفيف من أعراض الاكتئآب، إلا أنه يعتقد بأنه يؤثر على مستويات النواقل العصبية في الدماغ.


الوقت الذي تحتاجه أدوية علاج الاكتئآب لتعمل:
قد يحتاج الحصول على الفوائد الكاملة لهذه الادوية إلى 8-12 أسبوعاً، إلا أنه يلاحظ بعض التحسن في المزاج قبل ذلك. ومن الجدير بالذكر أن هناك عوامل جينية معينة قد تؤثر على ما إذا كانت أدوية علاج الاكتئاب ستكون فعالة أم لا وعلى المدة الزمنية اللازمة حتى تتحسن الأعراض.

أما إن لم يطرأ تحسن على المزاج والأفكار، فسيقوم الطبيب بالغالب بزيادة الجرعة أو إضافة علاج آخر أو استبدال الدواء المستخدم لعلاج الاكتئآب بدواء آخر.


الوقاية من الاكتئآب

على الرغم من عدم وجود طريقة للوقاية من الاكتئآب، إلا أن هناك خطوات يمكن اتباعها للسيطرة على الضغوطات، الأمر الذي يزيد من مرونة الجسم ويحفز من احترام الذات. وهذه الأمور تساعد على الصمود في الأوقات الصعبة. كما وتساعد الصداقة والدعم الاجتماعي—و خاصة في أوقات الأزمات—على ذلك الصمود.

بالإضافة إلى ذلك كله، فإن العلاج حال ظهور أول أعراض المشكلة يعد أهم الأمور التي تمنع الحالة أن تزداد سوء. كما وتساعد العلاجات طويلة الأمد على منع انتكاس أعراض الاكتئآب.


نمط الحياة والعلاجات المنزلية

لا يمكن أن يعالج الشخص الاكتئآب بنفسه، إلا أنه يمكنك القيام ببعض الأشياء بنفسك زيادة على خطة علاجك للمساعدة على نجاحه. فإضافة إلى العلاج الطبي، قم باتباع الخطوات التالية للعناية بنفسك:
·       التزم بخطة علاجك، فلا تتخلف عن الجلسات العلاجية حتى وإن شعرت بعدم الرغبة في الذهاب إليها.
·       تناول علاجاتك حسب وصفة طبيب، فحتى وإن شعرت بالتحسن، قاوم أي رغبة في عدم تناول العلاج. حيث أن الأعراض تعود ثانية إن تم توقيف العلاج دون إرشادات الطبيب. كما وأن ذلك قد يؤدي إلى إصابتك بأعراض تشبه الأعراض الانسحابية.
·       كن نشيطاً، فالنشاط الجسدي والرياضة يعملان على تخفيف أعراض الاكتئآب. فقم بممارسة المشي أو الهرولة أو السباحة أو العمل في الحديقة أو أي نشاط رياضي آخر تستمتع به.
·       تجنب الأدوية المحظورة والكحول، حيث أنها تزيد أعراض الاكتئاب سوء.




التغلب على الاكتئآب والدعم للمرضى

إن التغلب على الاكتئآب يعتبر تحدياً، فالاكتئاب يزيد صعوبة الانخراط في النشاطات والسلوكات التي تساعدك على أن تشعر بالتحسن. فللمساعدة على التغلب على هذا الاضطراب، اتبع النصائح التالية:
·       بسط حياتك، فقلل من الالتزامات قدر الإمكان وضع جدولاً زمنياً منطقياً لتحقيق أهدافك.
·       اكتب وعبر عما لديك من مشاعر الألم أو الغضب أو الخوف أو غير ذلك في مفكرة يومية.
·       لا تعزل نفسك، فحاول ممارسة النشاطات الاعتيادية والتواصل مع العائلة والأصحاب بانتظام.
·       اعتن بنفسك عن طريق تناول الطعام الصحي وأخذ القسط الكافي من النوم.
·       ركز على أهدافك، فالشفاء من الاكتئآب هو عملية مستمرة، فحافظ على تحفزك بالتذكر المستمر لأهدافك بالشفاء وتذكر أنك المسؤول عن علاج مرضك وتحقيق أهدافك.
·       تعلم الاسترخاء والسيطرة على الضغوطات، فجرب طرق تخفيف الضغوطات، مثل التأمل.
·       نظم وقتك، فخطط لنشاطات يومك وحاول أن تبقى منظماً، كما وقد تجد أنه من المفيد عمل قائمة بما يجب إنجازه كل يوم.
·       لا تأخذ قرارات مهمة وأنت تشعر بالاكتئآب الشديد، حيث أن تفكيرك قد لا يكون واضحاً وصائباً وقتها.

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق