الساعة الان


الأربعاء، 12 سبتمبر 2018

الادب


تطور مفهوم كلمة الأدب

           شُغِفَ الإنسان منذ القدم بالكشف عن الغامض والمجهول فقاده هذا إلى لون من المعرفة، وحقق له أنماطاً من الوعي، ويمثل الكشف، ابتداء، إشباع حاجة ما في الإنسان لأنه جُبِلَ على أنْ يكون أفضل مما هو عليه، بمعنى أنه يسعى لدرجة من التكامل من جهتي بناء ذاته وتفاعله مع بني جنسه، فضلا عن محاولته لتكوين تصور عن العالم الذي يعيش فيه، ومن ثم في تحديد موقف منها جميعا .
          وعلى الرغم من الخصوصية الفردية التي يتسم بها الإنسان فإنه لا يركن إلى الوحدة إذ لابدَّ من تحقيق وجوده وذاته في واقع اجتماعي معين، فهو من هذه الناحية يسعى إلى تمزيق كل محاولة تتسلل فيها الغربة أو الاغتراب ليندمج في الواقع الاجتماعي، وهذا بحد ذاته تجاوز لفردية الإنسان إلى حالة تواصل مع الآخر وتوازن معه، أي تجاوز الفردية إلى لون من الاندماج الاجتماعي .
n الأدب عند العرب في الجاهلية :
    في العصر الجاهلي ــ وهو أقدم مايعرف من  أدوار تاريخ الأدب العربي ــ لاتوجد نصوص تشير إلى أن كلمة ( أدب ) فيه كانت تعنى ماتحمله في هذا العصر من معنى ، بل إن هذه الكلمة كانت قد عرفت في معنى ضيق جداً ، وهو الدعوة إلى مأدبة أو وليمة ،وفي ذلك يقول الشاعر الجاهلي طرفة بن العبد :
نحن في المشتاة ندعو الجفلى               لاترى الآدب فينا ينتقر
والجفلى : هي الدعوة العامة ، والآدب هو الداعي ، وينتقر أي يتخير أو يختار ، وبهذا يفتخر الشاعر بأنهم كانوا يقيمون المآدب في الشتاء ، ويجعلونها عامة لكل عابر سبيل إذ أنهم لم يكونوا يختارون من يحضر إلى تلك المآدب . وهذا معنى ضيق جداً ، وبعيد كثيراً عن معنى كلمة ( أدب ) في العصر الحديث .
ثم عرف العرب من معاني الأدب أنه الخلق المهذب ، والطبع القويم ، والمعاملة الكريمة للناس
nمعنى كلمة  أدب في عصر صدر الإسلام  :
       لما جاء الإسلام ووضعت  أصول الآداب ، واجتمع المسلمون على أن الدين أخلاق يتخلق بها ، فشت الكلمة،أما حديث ( أدبني ربي فأحسن تأديبي ) ، ولكن في هذا العصر استخدمه شاعر مخضرم يسمى سهم بن حنظلة الغنوي بنفس المعنى إذ يقول :
لايمنعُ الناس منِّي ما  أردت ولا            أعطيهم ما أرادوا حُسنَ ذَا أدبا
n في عصر بني أمية:
      أخذت كلمة ( أدب ) في عصر بني أمية معنى تهذيب السلوك  الذي دلت عليه كلمة ( أدب) في عهد النبوة ، لكن اتسع هذا المعنى التربوي التهذيبي ، فأصبح معنىً تربوياً تعليمياً تثقيفياً وتهذيبياً . فقد ظهرت في العهد الأموي شخصية (المؤدب ) ، وهو المعلم أو الأستاذ ، الذي كان يختاره الخلفاء والأمراء ومَن في حكمهم لتعليم أبنائهم وتهذيبهم ، وكان ذلك التعليم شاملاً لكل علوم العصر بلا استثناء .
    وظل معنى ( التثقيف ) مفهوماً من كلمة التأديب في هذا العصر ، حتى أطلق على طائفة من ممتازي الأساتذة اسم (المؤدبين ) ، وهم القائمون بأمور التعليم على النحو المعروف أيام بني أم ية ، وهو التعليم بطريق ا لرواية للشعر والأخبار ومايتصل بالعصر الجاهلي  . وصارت كلمة ( أدب ) تدل منذ العصر الأموي على هذا النوع من الثقافة ، واتاح هذا الاستخدام الجديد لكلمة ( الأدب ) أن تصبح مقابلة لكلمة ( العلم ) الذي كان يطلق حينئذٍ على الشريعة الإسلامية ومايتصل بها من دراسة الفقه والحديث النبوي وتفسير القرآن الكريم .
   n في العصر العباسي :
     وفي نهاية  العصر الأموي وبداية العصر العباسي ، كانت الدولة العباسية قد اتسعت كثيراً رقعتها الجغرافية ، وتوسعت دواوينها ، فكان من الطبيعي أن يُعنى العلماء والمفكرون بتزويد رجال الحكومة وكتابها بما يلزمهم من ثقافة وإرشادات، وقد ظهرت في تلك الفترة كتب كثيرة تحمل كلمة ( أدب ) في عناوينها ، وكان القصد منها هو تثقيف رجال الحكومة وكتابها ومن تلك الكتب ( الأدب الكبير ) ، و ( الأدب الصغير ) لعبدالله بن المقفع ، و ( أدب الكاتب ) لابن قتيبة .
    فبعد أن عرفت حدود الأدب في القرن الثاني الهجري واشتهرت الكلمة ، بقيت لفظة ( الأدباء ) خاصة بالمؤدبين ، لاتطلق على الكتاب والشعراء ، واستمرت لقباً على أولئك في منتصف القرن الثالث ، ومن ذلك كان منشأ الكلمة المشهورة ( حرفة الأدب ) وأول من قالها الخليل بن أحمد الفراهيدي صاحب العروض المتوفى سنة 175هـ ، وذلك في قوله كما جاء في المضاف والمنسوب للثعالبي : ( حرفة الأدب آفة الأدباء ) ؛ لأنهم كانوا يتكسبون بالتعليم ولايؤدبون إلا ابتغاء المنالة، وذلك في حقيقة معنى الحرفة على إطلاقها .
   وهكذا شهد القرن الثالث الهجري تحديداً لمعنى الأدب ،وأنه المأثور من الشعر والنثر ومايتصل بهما ، أو يفسرهما ، أو يدل على مواضع الجمال فيهما . فهذا محمد بن المبرد المتوفى سنة 258هـ يقول في صدر كتابه ( الكامل ) : ( هذا كتاب ألفناه يجمع ضروباً من الآداب مابين كلام منثور ، وشعر موصوف ، ومثل سائر ، وموعظة بالغة ... ) ، وبنفس هذا المعنى سمى أبو تمام المتوفى سنة 232هـ الباب الثالث من ديوان  الحماسة الذي جمع فيه مختارات من طرائف الشعر ، باسم ( باب الأدب ) . وينطبق هذا المعنى تمام الانطباق على  ( كتاب الأدب ) الذي عقده الإمام البخاري المتوفى سنة 256هـ في مؤلفه المشهور في  الحديث والمعروف باسم ( الجامع الصحيح ) .
       ولم ينتصف القرن الرابع الهجري حتى كان لفظ ( الأدباء ) قد زال عن العلماء جملة ، وانفرد بمزيته الشعراء والكتاب في الشهرة المستفيضة ؛ لاستقلال العلوم يومئذٍ وتخصص الطبقات بها .
   n محاولات لاحقة لتعريف الأدب ( ابن خلدون أنموذجاً ) :
     لعل خير محاولة قام بها العرب لتحديد معنى ( الأدب ) تلك التي قام بها ( ابن خلدون ) في مقدمته ، إذ قال تحت عنوان ( علم الأدب ) : (الأدب هو حفظ أشعار العرب وأخبارهم ، والأخذ من كل علم بطرف ) .
n مفهوم الأدب في العصر الحديث :
     أخذت كلمة ( أدب ) منذ أواسط القرن الماضي تدل على معنيين :
1-            معنى عام ، يدل على كل ما يكتب في اللغة مهما يكن موضوعه ومهما يكن أسلوبه، سواء  أكان علماً أم فلسفة أم أدباً خالصاً ، فكل ما ينتجه العقل والشعور يسمى أدباً .
2-            معنى خاص ، هو الأدب الخالص الذي لا يراد به مجرد التعبير عن معنى من المعاني ، بل يراد به ـ أيضاً ـ أن يكون جميلاً بحيث يؤثر في عواطف القارئ والسامع على نحو ما هو معروف في صناعتي الشعر وفنون النثر الأدبية مثل : الخطابة ، والأمثال ، والقصص ، والمسرحيات ، والمقامات .
وإذا استقرأنا تعريف الأدب ومفهومه لدى أدبائنا في العصر الحديث سنجد أن تعريفاته تتعدد بتعدد وجهات نظر من عرَّفوه :
1-            يورد الدكتور محمد مندور تعريفين للأدب يعتبرهما من أكثر التعاريف شمولاً وانتشاراً عند أدباء ونقاد ومفكري الغرب :
·     التعريف الأول يقول : ( إن الأدب صياغة فنية لتجربة بشرية ) . ويبين مندور أن التجربة البشرية عند الغرب تشمل التجربة الشخصية والتاريخية والأسطورية والاجتماعية والخيالية .
·       التعريف الثاني يقول : ( إن الأدب نقد للحياة ) .
2-            يعرِّفه  الدكتور شوقي ضيف بأنه ( الكلام الإنشائي البليغ الذي يقصد به إلى التأثير في عواطف القرَّاء والسامعين سواء أكان شعراً أم نثراً  ) .
3-            ويتفق الدكتور محمد عبد القادر مع الدكتور شوقي ضيف في تعريف الأدب بأنه (الكلام الإنساني البليغ الذي يقصد به إلى التأثير في عواطف القراء أو السامعين أو في عقولهم بالإقناع سواء أكان منظوماً أم منثوراً...ويتمثل في كونه الذخر الإنشائي الذي جادت به قرائح الأفذاذ من أعلام البيان وعبروا به عن خلجات النفس وما يجيش به الوجدان، وما تترنم به العاطفة، ويسبح فيه الخيال، وما توحي به مظاهر الكون وأحوال المجتمع مما في تصويره غذاء للغة وإمتاع للنفس ) .
4-            ويعرفه حسن شحاتة بأنه ( التراث الأدبي الجيد قديمه وحديثه ومادته ... كما قد يُراد به النواحي التي تتصل بالأحكام على نتاج الأدباء،وألوانه ومميزاته في إطار سلسلة التطور التي مرَّ بها هذا التراث من عصر إلى عصر ) .
5-            ويعرفه  صلاح الدين مجاور ، بأنه ( صورة الحياة ــ واقعها، وفنها، وإحساسات أفرادها، وعواطفهم،وجمالها وبهجتها ــ  تُعرض في ألوان من التعبير الفني الذي يرقى فكراً ويعلو أسلوباً ويسمو معنى ) .
6-            ويعرفه رشدي طُعيمة ومحمد مناع بأنه  ( الفكرة الجميلة في العبارة الجميلة،وهو الكلام الجيد الذي يُحدث في نفس قارئه لذة فنية ويبعث في نفس المتلقي متعة وسروراً...وقد يتردد الأدب بمعنى التعبير البليغ الذي يحقق المتعة واللذة الفنية بما فيه من جمال التصوير،وروعة الخيال،وسحر البيان،ودقة المعنى،وإصابة الغرض )
البيئة الجغرافية وحياة العرب في جاهليتهم
" البيئة الجغرافية للعرب " شبه جزيرة العرب صحراوية في معظمها يسود أرضها الجفاف ولكن حين تحظى بمطر أو ينبوع يتحول بعض أجزائها روضات بهيجة تسر الناظرين.
ولاشك أن الإنسان هو ابن الأرض تطبعه بطابعها وتلون أخلاقه ومزاجه وعاداته بلون تضاريسها ومن هنا فقد طبعت الصحراء أخلاق العرب بطابعها فتحلوا بالشهامة والكرم والنجدة وكراهة الخسة والضيم وقد كانت كل هذه الصفات موضوعات خصبة أمدت الأدب العربي بمعظم أفكاره ومعانيه.حياة العرب الاجتماعية " كان عرب الجاهلية فريقيين وهم : حضر وكانوا قلة وبدو وهم الكثرة .أما الحضر فكانوا يعيشون في بيوت مبنية مستقرة ويعملون في التجارة - الزراعة - الصناعة ويحيون حياة استقرار في المدن والقرى ومن هؤلاء المدن سكان مدن الحجاز : مكة -يثرب - الطائف - سكان مدن اليمن كصنعاء - وكثيرون من رعايا مملكة المناذرة ومملكة الغساسنة .كما أنه من أشهر حضر الجاهلية سكان مكة وهم قريش أحلافها وعبيدها وكانت قوافلهم آمنة محترمة لأن الناس يحتاجون إلى خدمات قريش أثناء موسم الحج ولهذا ازدهرت تجارة قريش وكانت لها رحلتان تجاريتان رحلة الشتاء إلى اليمن ورحلة الصيف إلى الشام.وأما أهل البادية فكانت حياتهم حياة ترحال وراء منابت العشب لأنهم يعيشون على ماتنتجه أنعامهم وكانوا يحتقرون الصناعة ويتعصبون للقبيلة ظالمة أو مظلومة .
حياة العرب الأخلاقية   :كانت لعرب الجاهلية أخلاق كريمة تمم الإسلام مكارمها وأيدها كما كانت لهم أخلاق ذميمة أنكرها الإسلام وعمل على محوها .فمن أخلاقهم الكريمة: الصدق- الوفاء- النجدة- حماية الذمار- الجرأة والشجاعة- العفاف- احترام الجار- الكرم وهو أشهر فضائلهم وبه مدحهم الشعراء." أما عاداتهم الذميمة "الغزو -النهب والسلب- العصبية القبلية - وأد البنات- شرب الخمر - لعب القمار.
حياتهم السياسية" كان العرب من حيث حياتهم السياسية ينقسمون إلى قسمين :
1_قسم لهم مسحة سياسية ، وهؤلاء كانوا يعيشون في إمارات مثل: إمارة الحيرة- امارة الغساسنة - إمارة كندة - مكة يمكن اعتبارها من هذا القبيل لأن نظاماً سياسياً كان ينتظمها .
2- قسم ليس لهم وضع سياسي ، وهم من البدو الرحل ينتمون إلى قبيلة معروفة وتخضع كل قبيلة لشيخها .
الحياة الدينية للعرب
كان معظم العرب وثنيين يعبدون الأصنام ومن أشهر أصنامهم: هبل- اللات- العزى-مناة كما كانت لهم هناك أصنام خاصة في المنازل.كما أن من العرب من عبد الشمس والقمر والنجوم ، وكان القليل من العرب يهود أو نصارى لكنهم لم يكونوا على بصيرة وفهم لشريعتهم .على أن فئة من عقلاء العرب لم تعجبهم سخافات الوثنية وهدتهم فطرتهم الصافية فعدلوا عن عبادة الأصنام وعبدوا الله على ملة ابراهيم عليه السلام وكانوا يسمون الحنفاء .ومن هؤلاء: قس بن ساعدة - ورقة بن نوفل - كما كان محمد النبي صلى الله عليه وآله وسلم يتعبد في الغار على ملة ابراهيم فكان أيضا من الحنفاء .مظاهر الحياة العقلية عند العرب يجدر بنا قبل دراسة بعض نماذج الأدب الجاهلي من الشعر والنثر وإن كان النثر قليلا جدا مقارنة بالشعر أن نقدم بهذه اللمحة عن بيئة الأدب،و مظاهر الحياة العربية المختلفة من سياسية، واجتماعية، ودينية وعقلية فالأدب صورة للحياة وللنفس وللبيئة الطبيعية و الاجتماعية. ويطلق الأدب الجاهلي على أدب تلك الفترة التي سبقت الإسلام بنحو مائة وثلاثين عام قبل الهجرة.وقد شب هذا الأدب وترعرع في بلاد العرب،يستمد موضوعاته ومعانيه،ويستلهم نظراته وعواطفه من بيئتها الطبيعية والاجتماعية والفكرية،ويحدد لنا بشعره ونثره فكرة صادقة عن تلك البيئة.مما يعين الدارس على فهم أدب ذلك العصر،واستنتاج خصائصه التي تميزه عن سائر العصور الأدبية التي جاءت بعده مع أن الكثير منه مجهول لضياع أثاره ولا نعرف عنه إلا القليل.
لغة العرب:اللغة العربية هي إحدى اللغات السامية التي نشأت عن أصل واحد،وهي الاشورية والعبرية والسريانية والحبشية)،وتقتصر اللغات العربية في كتابتها على الحروف دون الحركات،ويزيد حروفها عن اللغات الآرية مع كثرة الاشتقاق في صيغها وقد مرت اللغة العربية بأطوار غابت عنها مراحلها الأولى،ولكن مؤرخي العربية اتفقوا على أن للعرب منذ القديم لغتين:جنوبية أو قحطا نية،ولها حروف تخالف الحروف المعروفة، وشمالية أو عدنانية،وهي أحدث من لغة الجنوب،وكل ما وصلنا من شعر جاهلي فهو بلغة الشمال،لأن الشعراء الذين وصلتنا أشعارهم إما من قبيلة ربيعة أو مضر،وهما منا القبائل العدنانية،أو من قبائل يمنية رحلت إلى الشمال، كطيئ وكندة و تنوخ،وقد تقاربت اللغتان على مر الأيام بسبب الاتصال عن طريق الحروب و التجارة والأسواق الأدبية كسوق عكاظ قرب الطائف،وذي المجاز و مجنة قرب مكة. وبذلك تغلبت اللغة العدنانية على القحطانية،وحين نزل القران الكريم بلغة قريش،تمت السيادة للغة العدنانية،وأصبحت معروفة باللغة الفصحى. وقد كان لنزول القران بها اثر في رقيها وحفظها وإثرائها بكمية هائلة من الألفاظ و التعبيرات و المعاني مما أعان على بسط نفوذها،واستمرار الارتقاء بها في المجالات العلمية والأدبية إلى عصرنا الحالي. وفي مثل الظروف الاجتماعية التي عاشها العرب،لا يكون علم منظم،ولا علماء يتوافرون على العلم،يدونون قواعده و يوضحون مناهجه إذ أن وسائل العيش لا تتوافر،ولذلك فإن كثيرا منهم لا يجدون من وقتهم ما يمكنهم من التفرع للعلم،والبحث في نظرياته وقضاياه.وإذا كانت حياة العرب لم تساعدهم على تحقيق تقدم في مجال الكتب والعمل المنظم،فهناك الطبيعة المفتوحة بين أيديهم،و تجارب الحياة العملية وما يهديهم إليه العقل الفطري،وهذا ما كان في الجاهلية،فقد عرفوا كثيرا من النجوم ومواقعها،والأنواء وأوقاتها،واهتدوا إلى نوع من الطب توارثوه جيلا بعد جيل،وكان لهم سبق في علم الأنساب والفراسة،إلى جانب درايتهم القيافة والكهانة،كما كانت لهم نظرات في الحياة. *أما الفلسفة بمفهومها العلمي المنظم،فلم يصل إليها العرب في جاهليتهم ،وإن كانت لهم خطرات فلسفية لا تتطلب إلا التفات الذهن إلى معنى يتعلق بأصول الكون،من غير بحث منظم وتدليل وتفنيد،من مثل قول زهير:
رأيت المنايا خبط عشواء من تصب


تمته ومن تخطئ يعمر فيهرم


واكبر ما يتميز به العرب الذكاء وحضور البديهة وفصاحة القول لذلك كان أكبر مظاهر حياتهم الفكرية لغتهم وشعرهم وخطبهم ووصاياهم و أمثالهم.










ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق