بر الوالدين
مقدمة
البر بالوالدين معناه طاعتهما وإظهار الحب والاحترام لهما ،
ومساعدتها بكل وسيلة ممكنة بالجهد والمال ، والحديث معهما بكل أدب وتقدير
،
والإنصات إليهما عندما يتحدثان ، وعدم التضجر وإظهار الضيق منهما .
وقد دعا الإسلام إلى البر بالوالدين والإحسان إليهما ، فقال
تعالى :
" وَقَضَى رَبُّكَ
أَلاَّ تَعْبُدُواْ إِلاَّ إِيَّاهُ وَبِالْوَالِدَيْنِ إِحْسَانًا إِمَّا
يَبْلُغَنَّ عِندَكَ الْكِبَرَ أَحَدُهُمَا أَوْ كِلاَهُمَا فَلاَ تَقُل لَّهُمَآ
أُفٍّ وَلاَ تَنْهَرْهُمَا وَقُل لَّهُمَا قَوْلاً كَرِيمًا (23)وَاخْفِضْ لَهُمَا
جَنَاحَ الذُّلِّ مِنَ الرَّحْمَةِ وَقُل رَّبِّ ارْحَمْهُمَا كَمَا رَبَّيَانِي
صَغِيرًا (24) "
(الإسراء 23 ، 24)
ويعتبر الإسلام البر
بالآباء من أفضل أنواع الطاعات التي يتقرب بها المسلم إلى الله تعالى ، لأن
الوالدين هما سبب وجود الأبناء في الحياة وهما سبب سعادتهم ، فقد سهرت الأم في
تربية أبنائها ورعايتهم ، وكم قضت ليالي طويلة تقوم على رعاية طفلها الصغير الذي
لا يملك من أمره شيئًا ، وقد شقي الأب في الحياة لكسب الرزق وجمع المال من أجل
إطعام الأبناء وكسوتهم وتعليمهم ومساعدتهم على تحقيق أحلامهم ، لذا نلاحظ أن الله
تعالى جعل طاعة الوالدين بعد الإيمان به فقال : " وَقَضَى رَبُّكَ أَلاَّ
تَعْبُدُواْ إِلاَّ إِيَّاهُ وَبِالْوَالِدَيْنِ إِحْسَانًا إِمَّا يَبْلُغَنَّ
عِندَكَ الْكِبَرَ أَحَدُهُمَا أَوْ كِلاَهُمَا فَلاَ تَقُل لَّهُمَآ أُفٍّ وَلاَ
تَنْهَرْهُمَا وَقُل لَّهُمَا قَوْلاً كَرِيمًا (23)" (الإسراء :23)
وبلغت وصية الله سبحانه وتعالى بالوالدين أنه أمر الأبناء
بالتعامل معهما بالإحسان والمعروف حتى ولو كانا مشركين ، فقال تعالى :
" وَإِن جَاهَدَاكَ عَلى أَن تُشْرِكَ بِي مَا لَيْسَ لَكَ
بِهِ عِلْمٌ فَلَا تُطِعْهُمَا وَصَاحِبْهُمَا فِي الدُّنْيَا مَعْرُوفًا
وَاتَّبِعْ سَبِيلَ مَنْ أَنَابَ إِلَيَّ ثُمَّ إِلَيَّ مَرْجِعُكُمْ
فَأُنَبِّئُكُم بِمَا كُنتُمْ تَعْمَلُونَ (15)" (لقمان : 15)
حقوق الوالدين :
إذا كان من الطبيعي أن
يشكر الإنسان من يساعده ويقدم له يد المساعدة ، فإن الوالدين هما أحق الناس بالشكر
والتقدير ، لكثرة ما قدما من عطاء وتفانى وحب لأولادهما دون إنتظار مقابل ، وأعظم
سعادتهما أن يشاهدا أبناءهما في أحسن حال وأعظم مكانة ..
وهذه التضحيات العظيمة التي يقدمها الآباء لابد أن يقابلها حقوق
من الأبناء ومن هذه الحقوق التي وردت في القرآن الكريم :
1- الطاعة لهما و تلبية أوامرهما .
2- التواضع لهما
ومعاملتهما برفق ولين .
3- خفض الصوت عند الحديث
معهما .
4- استعمال أعذب الكلمات
وأجملها عند الحديث معهما .
5- إحسان التعامل معهما
وهما في مرحلة الشيخوخة وعدم إظهار الضيق من طلباتهما ولو كانت كثيرة ومتكررة .
6- الدعاء لهما
بالرحمة والغفران .
أحق الناس بحسن الصحبة :
أن أعظم صحبة للإنسان هي
صحبة الوالدين ، وهى صحبة يرضى بها الإنسان ربه ويرجو بها حسن الثواب في الآخرة ،
ومعنى الصحبة ، هو أن يحاول الإنسان أن يرد الجميل لوالديه ، ويعمل على رعايتهما ،
وبخاصة إذا كبرا في السن واحتاجا إلى العون والرعاية .
وجاء في الحديث أن رجلا جاء إلى رسول الله -صلى الله عليه و
سلم- ،
فقال : يا رسول الله من
أحق الناس بحسن صحابتي ؟
قال : أمك .
قال : ثم من ؟
قال : أمك .
قال : ثم من ؟
قال : أمك .
قال : ثم من ؟
قال : أبوك . (رواه
البخارى ومسلم)
وقال -صلى الله عليه و سلم- : "إن الله يوصيكم بأمهاتكم
(ثلاثا) إن الله يوصيكم بالأقرب فالأقرب "
(سنن ابن ماجة – كتاب الأدب – باب بر الوالدين) .
بر الوالدين قبل الجهاد
:
حرص الإسلام على إكرام
الوالدين ورعايتهما ، وجعل ذلك جهادًا يعادل الجهاد في سبيل الله ، فلا يخرج أحد
إلى القتال وأبواه أو أحدهما يحتاج إلى عونه .
- أتى رجل إلى رسول الله -صلى الله عليه و سلم- يبايعه على الجهاد
والقتال ، فسأله النبي -صلى الله عليه و سلم- هل من والديك أحد ؟ قال الرجل :
كلاهما حي يا رسول الله ، قال -صلى الله عليه و سلم- : ارجع إلى والديك وأحسن
صحبتهما . (البخارى 3004 ، ومسلم 2549)
- وفى رواية ثانية أن رجلاً من اليمن هاجر إلى النبي -صلى الله
عليه و سلم- يستأذنه في الجهاد ، فقال -صلى الله عليه و سلم- : هل لك أحد باليمن ؟
قال : أبواي ، قال : أذنا لك ؟ قال : لا .
قال : فارجع إليهما ، فاستأذنهما ، فإن أذنا لك فجاهد والإ
فبرهما (رواه أبو داود 2530) .
بر الوالدين بعد وفاتهما :
لا ينتهي البر بالوالدين
بموتهما أو بموت أحدهما ، بل يستمر إلى ما بعد الموت ، فقد روى إن رجلاً جاء إلى
رسول الله -صلى الله عليه و سلم- فقال :
يا رسول الله هل بقى من بر أبوي شيء أبرهما به بعد موتهما ؟ قال
: نعم الصلاة عليهما ، والاستغفار لهما وإنفاذ عهدهما من بعدهما ، وصلة الرحم التي
لا توصل إلا بهما ، وإكرام صديقهما (مسند
أحمد 3/497)
وفى الحديث حث على بر الوالدين في حياتهما وما بعدها ، ويكون
ذلك بالاستغفار لهما ، والوفاء بالعهود والمواثيق التي عقداها في حياتهما وإكرام
أصدقائهما وصلة أرحامهما .
بر الوالدين ولو كانا غير مسلمين :
الآباء هم الآباء مهما اختلفت ديانتهم
عن دين أبنائهم يشعرون بالحب والمودة تجاة أبنائهم ، وتربطهم بهم علاقة الدم التي
لا يمكن أن تضيع ، وفى الوقت الذي حرص فيه على الإلتزام بالدين الحق دعا إلى بر
الوالدين غير المسلمين وعدم عقوقهما ما داما لم يطلبا من أبنائهم ترك الإسلام أو
معصية الله تعالى كما جاء في الآية الكريمة : وَإِن جَاهَدَاكَ عَلى أَن تُشْرِكَ
بِي مَا لَيْسَ لَكَ بِهِ عِلْمٌ فَلَا تُطِعْهُمَا وَصَاحِبْهُمَا فِي الدُّنْيَا
مَعْرُوفًا وَاتَّبِعْ سَبِيلَ مَنْ أَنَابَ إِلَيَّ ثُمَّ إِلَيَّ مَرْجِعُكُمْ
فَأُنَبِّئُكُم بِمَا كُنتُمْ تَعْمَلُونَ (15) (لقمان : 15 )
وقد طلب الرسول -صلى الله
عليه و سلم- من أصحابه البر بآبائهم غير المسلمين:
تقول أسماء بنت أبى بكر الصديق رضى الله عنه : قدمت على أمي وهى
مشركة في عهد رسول -صلى الله عليه و سلم- فاستفتيت رسول الله -صلى الله عليه و
سلم- قلت : قدمت على أمي وهى مشركة ،
أفأصلها ؟ قال : نعم : صِلى أمك . البخارى 5979 ، مسلم 1003)
أحاديث في الترغيب في بر
الوالدين والترهيب من عقوقهما :
- قال رسول الله -صلى الله
عليه و سلم-: "رضا الله في رضا الوالد وسخط الله في سخط الوالد "
(الترمذى :1899)
- قال رسول الله -صلى الله عليه و سلم- :" ألا أنبئكم بأكبر الكبائر" ، قلنا
: "بلى يا رسول الله "، قال
رسول الله :" إن الله حرم عليكم عقوق الأمهات ، ووأد البنات
"(البخارى:3677)
صور من البر :
ضرب لنا صحابة رسول الله -صلى الله عليه و سلم- والسلف الصالح
أروع الأمثلة في البر بالوالدين والإحسان إليهما، ومن ذلك ما يروى من أن
"أسامة بن زيد" كان له نخل بالمدينة ، وكانت النخلة تبلغ نحو ألف دينار
، وفى أحد الأيام اشتهت أمه الجمار، وهو الجزء الرطب في قلب النخلة، فقطع نخلة
مثمرة ليطعمها جمارها ، فلما سئل في ذلك قال: ليس شيء من الدنيا تطلبه أمي أقدر
عليه إلا فعلته .
وكان "على بن الحسين" كثير البر بأمه ، ومع ذلك لم
يكن يأكل معهما في إناء واحد،
فسئل : إنك من أبر الناس بأمك ، ولا نراك تأكل معها ؟!
فقال : أخاف أن تسبق يدي إلى ما سبقت إليه عينها ، فأكون قد
عققتها .
ويحكى أن إحدى الأمهات طلبت من ابنها في إحدى الليالي أن يسقيها
، فقام ليحضر الماء ، وعندما عاد وجدها قد نامت ، فخشى أن يذهب فتستيقظ ولا تجده ،
وكره أن يوقظها من نومها ، فظل قائمًا يحمل الماء حتى الصباح.
بر الوالدين في ضوء القرآن والسنة
إن أهم من ينبغي إحسان التعامل معهما هما الوالدان ، إذ إن
شأنهما عظيم عند الله تعالى ، وقد قرن الله تعالى الإحسان إليهما بعبادته ،
قال
تعالى : } واعبدوا الله ولا تشركوا به شيئا
وبالوالدين إحساناوبذوي القربى واليتامى والمساكين والجار ذي القربى والجار الجنب
والصاحب بالجنب وابن السبيل وما ملكت أيمانكم { (النساء:36)
قال
تعالى : }
ووصينا
الإنسان بوالديه حسنا {
(العنكبوت :8)
بل
نهى الله تعالى أن يجرح المسلم والديه ولو بكلمة واحدة وهي (( أف ))
قال
تعالى: }
وقضى
ربك أن لا تعبدوا إلا إياه وبالوالدين إحسانا إما يبلغن عندك الكبر أحدهما أو
كلاهما فلا تقل لهما أف ولا تنهرهما وقل لهما قولا كريما .واخفض لهما جناح الذل من
الرحمة وقل ربِّ ارحمهما كما ربياني صغيرا { (الإسراء:23،24)
قال
تعالى : }
ووصينا
الإنسان بوالديه حملته أمه وهنا على وهن وفصاله في عامين أن اشكر لي ولوالديك { (لقمان
:14)
وروى البخاري ومسلم عن أبي عبدالرحمن
عبدالله بن مسعود رضي الله عنه قال :سألت النبي e
: أي العمل أحب إلى الله تعالى ؟ قال ((
الصلاة
على وقتها )) قلت : ثم أي ؟ قال : ((
بر
الوالدين ))
قلت ثم أي ؟ قال : (( الجهاد
في سبيل الله )).
وروى الإمام مسلم عن أبي هريرة رضي الله
عنه قال: قال رسول الله e
(( لا
يجزي ولد والداً إلا أن يجده مملوكاً فيشتريه، فيعتقه )).
وروى البخاري ومسلم عن أبي هريرة رضي
الله عنه قال جاء رجل إلى رسول الله e
فقال : يا رسول الله من أحق الناس بحسن صحابتي ؟ قال (( أمك ))
قال : ثم من ؟ قال : (( أمك ))
، قال
ثم من ؟ قال : (( أمك ))
قال ثم من ؟ قال : (( أبوك )) .
وعن عبدالله بن عمرو بن العاص رضي الله
عنهما قال: أقبل رجل إلى نبي الله e
، فقال : أبايعك على الهجرة والجهاد أبتغي الأجر من الله تعالى ، فقال الرسول e
: ((
فهل
لك من والديك أحد حي؟ ))
قال : نعم ، بل كلاهما ، فقال الرسول e
((
فتبتغي
الأجر من الله تعالى ))
قال : نعم ، فقال الرسول e
: (( فارجع
إلى والديك ، فأحسن صحبتهما ))
.
وفي رواية لهما : جاء رجل فاستأذنه في الجهاد ، فقال : ((
أحي والداك ؟ )) قال : نعم ، قال: ((
ففيهما فجاهد )) .
وروى
البخاري ومسلم عن أسماء بنت أبي بكر الصديق رضي الله عنه قالت : قدمت على أمي وهي
مشركة في عهد رسول الله e
، فاستفتيت رسول الله e
، قلت : قدمت على أمي وهي راغبة أفأصل أمي
؟ قال : ((
نعم صلي أمك )) وقولها : ((
راغبة )) ،
أي طامعة عندي تسألني شيئا ، وقيل كانت أمها من النسب ، وقيل : من الرضاعة ،
والصحيح الأول.
وروى
البخاري ومسلم عن أبي بكرة نفيع بن الحارث رضي الله عنه قال : قال رسول الله e ((
ألا أنبئكم بأكبر الكبائر ؟ ))
–
ثلاثا –
قلنا : بلى يا رسول الله : قال ((
الإشراك بالله ، وعقوق الوالدين ))
وكان متكئاً فجلس ، فقال : ((
ألا وقول الزور وشهادة الزور ))
فما
زال يكررها حتى قلنا : ليته سكت.
وعن عبدالله بن عمرو بن العاص رضي الله
عنهما، عن النبي e
قال : ((
الكبائر : الإشراك بالله ، وعقوق الوالدين ، وقتل النفس ، واليمين الغموس ))
.
لا
تشتم والديك!!
عن
عبدالله بن عمرو بن العاص أن رسول الله e قال :((من
الكبائر أن شتم الرجل والديه))
قالوا
: يا رسول الله وهل يشتم الرجل والديه ؟ قال ((
نعم ، يسب أبا الرجل ، فيسب أباه ، ويسب أمه ، فيسب أمه ))
وفي رواية : ((
إن
من أكبر الكبائر أن يلعن الرجل والديه! ))
قيل
: يا رسول الله كيف يلعن الرجل والديه ؟ ! قال ((
يسب أبا الرجل ، فيسب أباه ، ويسب أمه ، فيسب أمه))
أبر
البر!!
لقد
كرم الإسلام الوالدين بأن جعل بر أصدقائهما من برهما بعد مماتهما، فعن عبدالله بن
دينار،عن عبدالله بن عمر رضي الله عنهما أنه كان إذا خرج إلى مكة كان له حمار
يتروح عليه إذا مل ركوب الراحلة ، وعمامة يشد بها رأسه، فبينما هو يوماً على ذلك
الحمار إذ مر به إعرابي،فقال :ألست ابن فلان بن فلان ؟ قال : بلى ، فأعطاه الحمار
، فقال : اركب هذا، وأعطاه العمامة وقال : اشدد بها رأسك ، فقال له بعض أصحابه :
غفر الله لك أعطيت هذا الإعرابي حماراً كنت تروح عليه ، وعمامة كنت تشد بها رأسك ؟
فقال: إني سمعت رسول الله e يقول : ((
إن من أبر البر أن يصل الرجل أهل ود أبيه بعد أن يولي))
، وإن أباه كان صديقاً لعمر رضي الله عنه.
وروى
الإمام أبو داود عن أبي أُسيد –
بضم الهمزة وفتح السين –
مالك بن ربيعة الساعدي رضي الله عنه قال : بينما نحن جلوس عند رسول الله e
إذ جاء رجل من بني سلمة فقال : يا رسول الله هل بقي من بر أبوي شيء أبرهما به بعد
موتهما، فقال : (( نعم
، الصلاة عليهما ، والاستغفار لهما، وإنفاذ عهدهما من بعدهما، وصلة الرحم التي لا
توصل إلا بهما، وإكرام صديقهما)).
هل
لك خالة !!
روى
الإمام الترمذي من حديث ابن عمر رضي الله عنهما : أن رجلاً أتى النبي e فقال : يا رسول الله إني أصبت ذنباً عظيماً
، فهل لي من توبة ؟ قال : ((
هل لك من أم ؟ )) قال:لا،قال
: ((هل
لك من خالة ؟)) قال
: نعم، قال : (( فبرها
)) .
|
غذوتك مولوداً وصنتك يافعـاً
|
|
|
تعـل بمـا أجـني
عليك وتنهـل
|
إذا ليلة ضاقت بك
السقم لم أبت
|
|
|
لسـقمك إلا
سـاهـراً أتمـلمـل
|
تخاف الـردى نفسي
عليك وإنها
|
|
|
لتعلـم أن المـوت
حـتم مـوكل
|
كأني أنا المطروق
دونك بالـذي
|
|
|
طـرقت بـه دوني
فعيني تهمـل
|
فلما بلغـت السن
والغـاية التي
|
|
|
أتتك مرامـاً فـيه
كنت أؤمَّــل
|
جعلت جـزائي غلظـة
وفظاظة
|
|
|
كـأنك أنت المـنعم
المـتفضـل
|
فليتك إذ لـم ترع
حـق أبـوتي
|
|
|
فعلت كما يفعل
الجار المجاور يفعل
|
قال جابر : فبكى رسول
الله e
، ثم أخذ تلبيب ابنه وقال له : ((
اذهب
، فأنت ومالك لأبيك )). (1)
صور
من البر
ذكر أن أويسا القرني رحمة الله ما منعه
من رؤية رسول الله e
- وكان قد آمن به قبل موته –
إلا بره بوالدته حيث كان يرعاها في اليمن،و رسول الله e
في المدينة المنورة ، فكان رحمه الله من أبر الناس بأمه ، حيث جاء في الحديث عن
عمر بن الخطاب رضي الله عنه قال : سمعت رسول الله
e
يقول : (( يأتي عليكم أويس بن عامر مع أمداد أهل اليمن من
مراد ثم من قرن ، كان به برص فبرأ منه إلا موضع درهم ، له والدة بها بار ، لو أقسم
على الله لأبره ، فإن استطعت أن يستغفر لك فافعل ))
وفي
رواية (( إن
خير التابعين رجل يقال له أويس ، وله والدة ، وكان به بياض،فمروه فليستغفر لكم))
(2)
وروى ابن خلكان في وفيات الأعيان
(3/268) : أن زين العابدين كان كثير البر بأمه ، حتى قيل له: إنك أبر الناس بأمك ،
ولسنا نراك تأكل معها في صفحة ! فقال : أخاف أن تسبق يدي ما سبقت إليه عينها ،
فأكون قد عققتها.(3)
وقيل لعمر بن ذر : كيف كان بر ابنك بك ؟
قال : ما مشيت نهاراً قط إلا مشى خلفي ، ولا ليلاً إلا مشى أمامي ، ولا رقي سطحاً
وأنا تحته. (4)
وذكروا أن إعرابيا
حمل أمه على ظهره ، وراح يطوف بها حول البيت ، وهو يقول :
إني لها مطية لا أذعـر
|
إذا الركاب نفرت لا أنفر
|
|
|
ما
حملت وأرضعتني أكثر
|
الله ربي ذو الجلال أكـبر
|
|
|
ثم التفت إلى ابن
عباس ، وقال : أتراني قضيت حقها ؟ قال : لا والله ولا طلقة من طلقاتها .
وقال ابن عمر رضي
الله عنه لرجل : أتخاف النار أن تدخلها ، وتحب الجنة أن تدخلها ؟ قال : نعم ، قال
: بر أمك ، فوالله لئن ألنت لها الكلام ، وأطعمتها الطعام ، لتدخلن الجنة ما
اجتنبت الموجبات.(4)
وروى ابن خلكان في
وفيات الأعيان (4/36) : أن الفضل بن يحيى كان في السجن مع أبيه ، فلم يقدر على
تسخين الماء ، فكان الفضل يأخذ الإبريق النحاس وفيه الماء ، ويلصقه إلى بطنه
زماناً عساه تنكسر برودته بحرارة بطنه حتى يستعمله أبوه بعد ذلك.
وفي رواية أخرى : قال
المأمون : لم أر أحداً أبر من الفضل بن يحيى كان لا يتوضأ إلا بماء مسخن ، فمنعهما
السجان من إدخال الحطب في ليلة باردة، فقام الفضل حين أخذ يحيى مضجعه إلى قمقم كان
يسخن فيه الماء ، ثم أدناه من نار المصباح ، فلم يزل قائماً وهو في يده حتى أصبح. (5)
وقال أبو يوسف: حلفت
أم أبي حنيفة بيمين ، فقالت له : سل القاص ( وكان خالي أبو طالب يقص ، وكانت أم
أبي حنيفة تحضر مجلسه) ، فدعاه أبو حنيفة ، وسأله ، وقال : إن أمي حلفت علَي يمين
وأمرتني أن أسألك ، فكرهت خلافها ، فقال له أبو طالب : فأفتني بالجواب فقال
أبو حنيفة : الجواب كذا ، قال : قل لها عني أن الجواب كذا وكذا قال: فأخبرتها ،
فرضيت بقول القاص.وقال أبو إسحاق الرقي الحنبلي في ترجمة عبدالله بن عون : ونادته
أمه ، فعلا صوته صوتها ، فأعتق رقبتين.(6)
من صور العقوق : (1)
1- التسبب في بكاء الوالدين وحزنهما بالقول أو الفعل .
2- نهرهما وزجرهما ، ورفع الصوت عليهما .
3- التأفف من أوامرهما .
4- العبوس وتقطيب الجبين أمامهما ، والنظر إليهما شزراً .
5- الأمر عليهما .
6- انتقاد الطعام الذي تعده الوالدة .
7- ترك الإصغاء لحديثهما .
8- ذم الوالدين أمام الناس .
9- شتمهما .
10- إثارة المشكلات أمامهما.
11- تشويه سمعتهما .
12- إدخال المنكرات للمنزل ، أو مزاولة المنكرات أمامهما .
13- المكث طويلاً خارج المنزل ، مع حاجة الوالدين وعدم إذنهما للولد في الخروج .
14- تقديم طاعة الزوجة عليهما .
15- التعدي عليهما بالضرب .
16- إيداعهم دور العجزة .
17- تمني زوالهما .
18- قتلهما عياذاً بالله .
19- البخل عليهما والمنة ، وتعداد الأيادي .
20- كثرة الشكوى والأنين أمام الوالدين .
1- التسبب في بكاء الوالدين وحزنهما بالقول أو الفعل .
2- نهرهما وزجرهما ، ورفع الصوت عليهما .
3- التأفف من أوامرهما .
4- العبوس وتقطيب الجبين أمامهما ، والنظر إليهما شزراً .
5- الأمر عليهما .
6- انتقاد الطعام الذي تعده الوالدة .
7- ترك الإصغاء لحديثهما .
8- ذم الوالدين أمام الناس .
9- شتمهما .
10- إثارة المشكلات أمامهما.
11- تشويه سمعتهما .
12- إدخال المنكرات للمنزل ، أو مزاولة المنكرات أمامهما .
13- المكث طويلاً خارج المنزل ، مع حاجة الوالدين وعدم إذنهما للولد في الخروج .
14- تقديم طاعة الزوجة عليهما .
15- التعدي عليهما بالضرب .
16- إيداعهم دور العجزة .
17- تمني زوالهما .
18- قتلهما عياذاً بالله .
19- البخل عليهما والمنة ، وتعداد الأيادي .
20- كثرة الشكوى والأنين أمام الوالدين .

1- طاعتهما بالمعروف ،والإحسان إليهما ، وخفض الجناح لهما .
2- الفرح بأوامرهما ومقابلتهما بالبشر والترحاب .
3- مبادأتهما بالسلام وتقبيل أيديهما ورؤسهما .
4- التوسعة لهما في المجلس والجلوس أمامهما بأدب واحترام ، وذلك بتعديل الجلسة، والبعد عن القهقهة أمامهما ، والتعري ، أو الاضطجاع ، أو مد الرجل ، أو مزاولة المنكرات أمامهما ، إلى غير ذلك مما ينافي كمال الأدب معهما .
5- مساعدتهما في الأعمال .
6- تلبية ندائهما بسرعة .
7- البعد عن إزعاجهما ، وتجنب الشجار وإثارة الجدل بحضرتهما .
8- ان يمشي أمامها بالليل وخلفهما بالنهار .
9- ألا يمدَّ يدَه للطعام قبلهما .
10- إصلاح ذات البين إذا فسدت بين الوالدين .
11- الاستئذان عليهما حال الدخول عليهما ، أو حال الخروج من المنزل .
12- تذكيرهما بالله ، وتعليمهما ما يجهلانه ، وأمرهما بالمعروف ، ونهيهما عن المنكر مع مراعاة اللطف والإشفاق والصبر .
13- المحافظة على سمعتهما وذلك بحسن السيرة ، والاستقامة ، والبعد عن مواطن الريب وصحبة السوء
14- تجنب لومهما وتقريعهما والتعنيف عليهما .
15- العمل على ما يسرهما وإن لم يأمرا به .
16- فهم طبيعة الوالدين ، ومعاملتهما بذلك المقتضى .
17- كثرة الدعاء والاستغفار لهما في الحياة وبعد الممات .
الأمور المعينة على البر :
1- الاستعانة بالله .
2- استحضار فضائل البر ، وعواقب العقوق .
3- استحضار فضل الوالدين .
4- الحرص على التوفيق بين الوالدين والزوجة .
5- قراءة سيرة البارين بوالديهم .
6- أن يضع الولد نفسه موضع الوالدين .
1- الاستعانة بالله .
2- استحضار فضائل البر ، وعواقب العقوق .
3- استحضار فضل الوالدين .
4- الحرص على التوفيق بين الوالدين والزوجة .
5- قراءة سيرة البارين بوالديهم .
6- أن يضع الولد نفسه موضع الوالدين .
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق