سمات
الصحاري و شبه الصحاري الحقيقية
أكثر ما يلفت النظر تجاه هذين
النظامين الطبيعيين ، هو قابليتهما للتدهور تبعا لما يقع عليهما من ضغوط . فكلاهما
نظام بيئي طبيعي متوازن ، يتفاعل فيه الكائن المنتج
( النباتات ) ،
مع الكائن المستهلك ( الحيوانات ) ، مع الكائن المحلل ( الكائنات الدقيقة )
. و
هذا التوازن هو سر الحياة المطلق ، ولعل عناصر التوازن أكثر ما تكون أهمية حتى في
هذه الصحاري ، التي لا نحس بضجيج الحياة فيها . و أفقر البيئات الصحراوية
بعد كل هذا هي بيئة
الصحراء الحصبائية
التي يغطي سطح الأرض فيها أحجار صغيرة ، متلاصقة في قوة بسبب مواد غروية موجودة
بين عناصرها . و تحتل الصحاري الحصبائية الحارة ، مساحات كبيرة في المملكة العربية
السعودية ، خاصة المنطقتين الوسطى و الشرقية
.
و هي ، بسبب تماسكها و صلابتها ، لا
تتجمع عليها الترب الناعمة التي تأتي بها الرياح و تذهب بها كذلك ، كما أنها ، لا
تحتفظ بما يسقط عليها من ماء الأمطار ، الذي ينزاح عن سطحها في يسر ولا يجد سبيله
إلى باطن الأرض . كما أن صلابة سطحها لا تمكن ما ينبت فيها من نبات ، أن يضرب
بجذوره إلى داخل التربة . و كل ذلك يجعل من هذا الضرب من الصحاري الحارة ، مساحات
عقيمة . غير أن بعض النباتات
قد تتمكن من الصمود ، إذا وجدت تربة
متجمعة بين الصخور المنفلقة ، أو مجرى مياه أو جانبا من واد . و قد يصل نمو هذه النباتات
إلى مداه ، فتصبح متناثرة هنا وهناك
في الصحراء
.
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق