تعريف البناء
هو لزوم لآخر الكلمة علامة واحدة في جميع أحوالها مهما تغير موقعها الإعرابي ، أو
تغيرت العوامل الداخلة عليها .
مثال ما يلزم السكون : " كمْ
" ، و " لنْ " .
4 ـ نحو قوله تعالى : { كم تركوا من
جنات وعيون }1 .
وقوله تعالى : { قالوا لن نؤمن حتى
نؤتى مثل ما أوتى رسل }2 .
ولزوم الكسر نحو " هؤلاءِ "
، و " هذهِ " ، و " أمسِ " .
5 ـ نحو قوله تعالى : { هؤلاءِ قومنا
اتخذوا من دونه آلهة }3 .
وقوله تعالى : { وإن هذه أمتكم أمة
واحدة }4 .
1 ـ ومنه قول الشاعر :
أراها والها تبكي أخاها عشية رزئه أو غب أمسِ
الشاهد هنا : أمسِ .
ــــــــــــ
1 ـ 25 الدخان . 2 ـ 124 الأنعام .
3 ـ 15 الكهف . 4 ـ 52 المؤمنون .
5 ـ 150 البقرة .
ولزوم الضم : " منذُ " ، و
" حيثُ " .
نحو : لم أره منذُ يومين .
6 ـ وقوله تعالى : { ومن حيث خرجت فول
وجهك شطر المسجد الحرام }5 .
ولزوم الفتح : " أينَ " ، و
" أنتَ " ، و " كيفَ " .
7 ـ نحو قوله تعالى : { أينما تكونوا
يدركُّم الموت }1 .
ونحو قوله تعالى : { إنك أنت العليم
الحكيم }2 .
ونحو قوله تعالى : { كيف تكفرون بالله
وكنتم أمواتا فأحياكم }3 .
والبناء في الحروف ، والأفعال أصلي ، وإعراب الفعل المضارع الذي لم تتصل به نون
التوكيد ، ولا نون النسوة فهو عارض . وكذا الإعراب في الأسماء أصلي ، وبناء بعضها
عارض
بناء الاسم لمشابهته للحرف :
يبنى الاسم إذا أشبه الحرف شبها قويا ، وأنواع الشبه ثلاثة :
1 ـ الشبه الوضعي : وهو أن يكون الاسم
على حرف ، كـ " تاء " الفاعل في " قمتُ "، أو على حرفين
كـ " نا " الفاعلين . نحو : قمنا ، وذهبنا ، لأن الأصل في الاسم أن يكون
على ثلاثة أحرف إلى سبعة أحرف .
فالتاء في قمت شبيهة بباء الجر ولامه
، وواو العطف وفائه ، والنا في قمنا وذهبنا شبيهة بقد وبل وعن ، من الحروف
الثنائية . لهذا السبب بنيت الضمائر لشبهها بالحرف في وضعه ، وما لم يشبه الحرف في
وضعه حمل على المشابهة ، وقيل أنها أشبهت الحرف في جموده ، لعدم تصرفها تثنية
وجمعا .
2 ـ الشبه المعنوي : وهو أن يكون
الاسم متضمنا معنى من معاني الحروف ، سواء وضع لذلك المعنى أم لا .
ــــــــــــ
1 ـ 78 النساء . 2 ـ 32 البقرة .
3 ـ 28 البقرة .
فما وضع له حرف موجود كـ " متى
" ، فإنها تستعمل شرطا .
2 ـ كقول سحيم بن وثيل الرياحي :
أنا ابن جلا وطلاع الثنايا متى أضع العمامة
تعرفوني
فـ " متى " هنا شبيهة في
المعنى بـ " أنْ " الشرطية .
3 ـ ومنه قول طرفة بن العبد :
متى تأتني أصحبك كأسا روية وإن كنت عنها غانياً ، فاغن
وازدد
وتستعمل استفهاما . 8 ـ نحو قوله
تعالى : { ويقولون متى هذا الوعد إن كنتم صادقين}1.
وقوله تعالى : { فسينغضون إليك رؤوسهم
ويقولون متى هذا الوعد }2 .
فـ " متى " في الآيتين
السابقتين شبيهة في المعنى بهمزة الاستفهام .
أما الذي لم يوضع له حرف ككلمة "
هنا " فإنها متضمنة لمعنى الإشارة ، لم تضع العرب له حرفا ، ولكنه من المعاني
التي من حقها أن تؤدى بالحروف ، لأنه كالخطاب والتثنية ) 3 . لذلك بنيت أسماء
الإشارة لشبهها في المعنى حرفا مقدرا ، وقد أعرب هذان وهاتان مع تضمنهما معنى
الإشارة لضعف الشبه لما عارضه من التثنية .
3 ـ الشبه الاستعمالي :
وهو
أن يلزم الاسم طريقة من طرائق الحروف وهي :
أ ـ كأن ينوب عن الفعل ولا يدخل عليه
عامل فيؤثر فيه ، وبذلك يكون الاسم عاملا غير معمول فيه كالحرف .
ومن هذا النوع أسماء الأفعال . نحو : هيهات ، وأوه ، وصه ، فإنها نائبة عن : بَعُد
، وأتوجع ، واسكت . فهي أشبهت ليت ، ولعل النائبتين عن أتمنى
ــــــــــــ
1 ـ 48 يونس . 2 ـ 51 الإسراء .
3 ـ أوضح المسالك ج1 ص23 .
وأترجى ، وهذه تعمل ولا يعمل فيها .
ب ـ كأن يفتقر الاسم افتقارا متأصلا
إلى جملة تذكر بعده لبيان معناه . مثل : إذ ، وإذا ، وحيث من الظروف ، والذي
، والتي ، وغيرها من الموصولات .
فالظروف السابقة ملازمة الإضافة إلى الجمل
.
فإذا قلنا : انتهيت من عمل الواجب إذ
. فلا يتم معنى " إذ " إلا أن تكمل الجملة بقولنا : حضر
المدرس . وكذلك الحال بالنسبة للموصولات ، فإنها مفتقرة إلى
جملة صلة يتعين بها المعنى المراد ،
وذلك كافتقار الحروف في بيان معناها إلى غيرها من الكلام لإفادة الربط .
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق