العلم والتعليم
العلم
والتعليم التعليم
ضرورة من ضرورات الحياة، وهو الركيزة الأساسية لأي تطور ونماء اجتماعي واقتصادي، وهو
الجسر الوحيد ووسيلة العبور إلى لمستقبل الزاهر
المشرق،وينقسم بدوره إلى قسمين: التعليم
المحظري والتعليم العصري. التعليم المحظري يعتبر امتداداً طبيعياً للموروث الثقافي،
والديني، والتاريخي، والاجتماعي للقرية، ويُشكل مركز ثقل واعتزاز، ومنبع إلهام وإيمان
بالله عز وجل، ففيه تتحدّد المكانة الاجتماعية التاريخية عبر العصور لهذه المجموعة،
وهو العنصر الأساس في بنائها تاريخياً وحضارياً، حيث عُرِف الأجداد منذ قديم الزمان
بحرصهم وورعهم وإخلاصهم لهذا الصنف من التعليم، حيث كانوا رجالهم أئمة وعلماء وفقهاء،
ونساؤهم عفيفات طيبات حافظات طاهرات مربيات لأبنائهن. أما التعليم العصري فهو إطلالة
معاصرة على الحياة المعاصرة، والتي بدورها تفرض نفسها كواقع معاش ويجب التعاطي معه
بمدّ وجزر في حين وفي أحيان أخرى، وهو الضروري والحتمي لبلوغ شتّى مرامي الحياة الحديثة،
وهو الضروري والحتمي لبلوغ شتّى مرامي الحياة الحديثة. والتركيز عليه يقتضي المسايرة
لظروف المدنية المعاصرة، والتنبيه على الأخذ بوسائله ونتائجه من استقرار ومتابعة واستمرار،وتفهم
وإقرار في الحياة اليومية للأطفال والشباب والمجتمع. من هنا تأتي أهمية التعليم بشتى
أنواعه الإيجابية، وضرورة الأخذ بنواصي العلم والمعرفة، فمن وسائل المعرفة: الأسرة،
والمدرسة، والمحيط الاجتماعي، والحاسوب، والانترنت، والمذياع، والشاشة الصغيرة، ووسائل
الاتصال عموماً، وغيرها، أمّا نتائج التعلّم فهي: الرفاه الفردي، الأسري، والاجتماعي،
والاقتصادي، والمبتكرات والمخترعات في الحياة المختلفة. بسبب هذه الوسائل والنتائج
أصبح من المهم أن نسترد ماضي الأجداد العظماء المخلصين لذاك التراث الديني بشهادة الغير،
وأن نضمن التلاقي الحضاري بين الماضي الأصيل والحاضر الدليل من أجل المستقبل الجميل
لأبناء مجموعتنا من ذوي القربى، وأن نعمل بجد وإخلاص على هذا الطريق لأجل النهوض ببلادنا.
العلم نواة، والنواة جذر، والجذور تنساب في الأرض لتشكل جذعاً، والجذع يرتفع في السماء
ويورق فيصبح ظلاً وارفاً يستظل به الجميع ويأمن به عواصف الدهر العاتية. والعلم كما
جاء في الأثر (نور، ونور الله لا يؤتى لعاص). والعلم شعلة خالجة لا تنطفئ، وهو جذوة
تشعلها النخبة المتعلمة لتضيء الآخرين، ومنارة تستهدي بها الأجيال والأجيال المتعاقبة،
فبالعلم والمعرفة يمكنك أن ترى العالم من حولك بعيون مستبصرة، وبالعلم يمكنك الاستفادة
من الوقت والحياة، وبالعلم وحده بناء الفرد والمجتمع، وبالعلم تُصنع الحياة الراقية
في الملبس والصحة والمحيط والبيئة، وبه تتغير مظاهر الأشياء نحو الأفضل والأجمل، وبالعلم
يزدان الإنسان ليكون أهلاً لخلافة الله في الأرض. الأمية داء، ولكل داء دواء، والدواء
هو الأخذ بالعلم والمعرفة، والأمية أنواع وصنوف تهدّد العالم بأسره، فهناك أمية القراءة،
وأمية الكتابة، وهناك الأمية الدينية؛ حيث يسود العالم الآن الغلو والتطرف، وهناك الأمية
الثقافية؛ حيث تغلب الأنانية على المثقفين دون العمل لمجتمعاتهم، وهناك الأمية المدنية؛
حيث يعمّ الجهل بالحقوق والواجبات، وهناك الأمية الاقتصادية؛ حيث تنتشر أحزمة الفقر
والتخلف، وهناك الأمية الحضارية؛ حيث العولمة وما لها من سلبيات. فبالعلم والمعرفة
يتجاوز الإنسان كل المعوقات والتحديات، فيُسخَّر بإذن الله تعالى ما في الذهن وما في
اليد لتطويع وتذليل كل الصعوبات التي تعترض طريقه من أجل بناء حياة أفضل في محيط أجمل،
لخلق مجتمع متحضر يقوم على الرقيّ والرفاه.
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق