العلم وأهميّته
ونفع كبير يعود على الذات الفردية والجماعية، قال الله لنبيه صلى الله عليه وآله وسلم: (اقرأ باسم ربك الذي خلق* خلق الإنسان من علق* اقرأ وربك الأكرم* الذي علّم بالقلم* علّم الانسان ما لم يعلم). ونستطيع أن ندرك ما تحويه هذه الآيات من دليل واضح على فضل العلم، وعلو منزلته، وأثره العظيم ومدى أهميّته، ومن مقدمات هذا الدليل أنّ هذه الآيات هي أولى آيات القرآن الكريم نزولاً على النبي محمد صلى الله عليه وسلم، وأنّها جاءت في أول سورة نزلت على قلب النبي صلى الله عليه وآله وسلم، وبدأت هذه الايات بلفظ (اقرأ) الذي هو أحد وسائل إدراك العلم، والحصول عليه. وقد حض النبي صلى الله عليه وآله وسلم على طلب العلم، فقال صلى الله عليه واله وسلم: (طلب العلم فريضة على كل مسلم)، وما نشاهده اليوم من المصنوعات والمخترعات الحديثة من سفن فضاء، وصواريخ عابرة للقارات، وطائرات أسرع من الصوت، ومنها من دون قائد، وقمر صناعي، وعقل الكتروني، وغير ذلك من المخترعات الحديثة التي خدمت الإنسان المعاصر، كل ذلك دليل ظاهر، وبرهان ساطع، يشير إلى منزلة العلم وأثره على البشرية. قال الشاعر: العلم يرفع بيوتا لا عماد لها والجهل يهدم بيوت العز والكرم وقد حرص النبي صلى الله عليه وآله وسلم على العلم والاستزداه منه، لذا كان يكثر صلى الله عليه وآله وسلم من الدعاء به فيقول امتثالاً لأمر ربه تبارك وتعالى: (وقل رب زدني علماً)، ولم يكتفي النبي صلى الله عليه وآله وسلم بنفسه في الاعتناء بالعلم، بل حرص على أن يتعلم المسلمون ويتزوّدوا به، ومن أجل ذلك اتّخذ الخطوات الايجابية نحو تحقيق هذا الهدف، فقد أصدر قراراً عقب غزوة بدر يحدّد فيه فداء الرجل المشرك الأسير الذي لديه قدر من التعليم أن يُعلّم عشرة من المسلمين القراءة والكتابة حتّى يفكّ قيده من الأسر. إذا كان للعلم قداسة وتعظيم يحظى به من الشعب والفرد، فكذلك يظفر المتعلم باجلال واحترام وعلو بين أفراد مجتمعه.
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق