الساعة الان


الأربعاء، 12 سبتمبر 2018

قضية فلسطين


قضية فلسطين


فلسطين في عهد الانتداب البريطاني (1948-1918):-
في اعقاب الحرب العالميه الاولى تم القضاء على الوجود العثماني في الشرق الاوسط بحيث تمكنت بريطانيا تساندها قوات الشريف حسين من السيطره على غالبية الاقطار العربيه التي كانت خاضعه للدوله العثمانيه في اسيا مثل سوريا والعراق. اما بالنسبة
لفلسطين فقد اعلنت بريطانيا خلال الحرب العالمية الاولى  عن تصريح بلفور الذي صدر في 2-11-1917 والذي نص على انشاء وطن قومي لليهود في فلسطين. وفي 9-12-1917 دخلت القوات البريطانيه بقيادة الجنرال اللنبي الى مدينة القدس فكان هذا الحدث قد مثل نهاية الحكم العثماني في فلسطين وخضعت فلسطين بحكم عسكري بريطاني وقد تقرر مصير فلسطين بشكل نهائي عام 1920 في مؤتمر سان ريمو والذي نص على فرض الانتداب البريطاني على فلسطين متجاهلا مطالب العرب ومبادئ ويلسون للسلام الذي عبر عنها في بنوده (14) بالاضافه الى ذلك سعت بريطانيا الى تنفيذ ما جاء في وعد بلفور وذلك انعكس في عدة خطوات قامت بها بريطانيا منها :-
1-  استبدال الحكم العسكري باداره مدنيه يراسها المندوب السامي البريطاني اليهودي هربرت صموئيل
2-  اعتراف بريطانيا بالمؤسسات اليهوديه في فلسطين.
3-  تشجيع الهجره اليهوديه الى فلسطين وفتح ابوابها لليهود .
4-  منح الانتداب صيغه شرعيه وذلك عن طريق صك الانتداب الذي اقرته عصبة الامم وصودق عليه عام 1922 .
5-  ادراج وعد بلفور في صك الانتداب وبذلك اصبح ملزما لبريطانيا. فقد ظهر في مقدمة صك الانتداب بان الدوله المنتدبه (بريطانيا) مسؤوله عن تنفيذ تصريح وعد بلفور أي العمل على انشاء وطن قومي لليهود في فلسطين مع المحافظه للحقوق المدنيه والدينيه للطوائف الغير يهوديه الموجوده في فلسطين كذلك اعترف صك الانتداب بالصله التاريخيه التي تربط الشعب اليهودي في فلسطين وبالاسباب التي تبعث على اعادة انشاء وطن قومي في تلك البلاد اما في البند الثاني من بنود صك الانتداب فتظهر الالتزامات الرئيسيه لدولة الانتداب وتتلخص بثلاثة امور:-
1-  خلق الظروف التي تؤمن اقامة وطن قومي لليهود .
2-  ايجاد الظروف التي تؤمن مؤسسات الحكم الذاتي .
3-  حماية الحقوق المدنيه والدينيه لجميع السكان .
اما البند الرابع من بنود صك الانتداب فينص على اعتراف حكومة الانتداب بالوكاله الصهيونيه وعلى استعداد للتعاون معها في ادارة شؤون البلاد خاصه الاقتصاديه والاجتماعيه اما البند السادس فتلتزم حكومة الانتداب بتسهيل الهجره اليهوديه الى فلسطين.

لقد عارض العرب صك الانتداب لعدة اسباب منها:-
1-  راى العرب ان تصريح بلفور اصبح جزء هام من صك الانتداب .
2-  راى العرب  عزم بريطانيا على تطبيق ما جاء في وعد بلفور خلال فترة الانتداب.
3-  لم يذكر في صك الانتداب لفظ عرب بحيث استبدلت بعبارة الطوائف الغير يهوديه في حين كان العرب يشكلون 92 % من السكان .
4-  تجاهل صك الانتداب الحقوق والاماني القومية للعرب ولم يرد اي ذكر لمشاركة العرب في ادارة شؤون البلاد.
فعلى اثر ذلك اشتد العداء بين العرب واليهود في فلسطين من جهه وبين العرب وسلطات الانتداب من جهة اخرى. وهكذا شهدت فلسطين في الفتره الوقعه ما بين عام 1920 حتى عام 1939 احداث دمويه ومواجهات عنيفه بين العرب واليهود في فلسطين.

العلاقات العربيه اليهوديه في ظل الانتداب البريطاني:-

بعد فرض الانتداب البريطاني على فلسطين عام 1920 واصدار صك الانتداب وقيام بريطانيا بالعمل على تنفيذ ما جاء في وعد بلفور تفاقمت العلاقات العربية اليهودية في فلسطين ووصلت الى حد المواجهة الدموية بين الطرفين وانعكست في الكثير من الاحداث اهمها :-
1-  احداث عام 1920 :-
      كانت احداث عام 1920 بين العرب واليهود في فلسطين من الاحداث الدموية الاولى التي شهدتها فلسطين فقد نشبت هذه الاحداث اثناء عيد او موسم النبي موسى الذي يحتفل المسلمون به سنويا وهي عبارة عن مسيرة تسير من القدس الى مقام النبي موسى قرب اريحا ولكن في 1920 تحول هذا العيد الى مناسبة للتعبير عن المطالب الوطنية للعرب في فلسطين فكانت الشرارة الاولى للاحداث في القدس ثم انتشرت الى باقي المدن الرئيسية في فلسطين وقد سقط العديد من الضحايا بسبب المواجهات العنيفة بين الطرفين الامر الذي دفع سلطات الانتداب البريطاني تأسيس لجنة تحقيق عسكرية لتقصي الحقائق وتقديم التوصيات وقد توصلت اللجنة الى ما يلي :-
1-  ان سبب اندلاع اعمال العنف يعود الى خيبة امل العرب من امكانية تطبيق الاستقلال الموعود .
2-  اعتقاد العرب بان تصريح بلفور ينص على رفض الحق في تقريرالمصير وخوفهم بان اقامة وطن قومي لليهود سيعني زيادة الهجرة اليهودية وهذا سيؤدي الى هضم حقوقهم الاقتصادية والسياسية .
3-  تعاظم المشاعر القومية عند العرب وذالك على اثر اعلان فيصل نفسه ملكا على سوريا .

2-  احداث ايار عام 1920 - 1921
وهي موجة من المواجهات العنيفة التي حدثت بين العرب واليهود في فلسطين وخاصة في مدينة يافا واريافها وقد اسفرت هذه المواجهات عن اصابات عديدة بين الطرفين فعلى اثر هذه المواجهات قامت بريطانيا بارسال لجنة تحقيق السير توماس هيكرافت وكانت استنتاجات هذه اللجنة ان اسباب العنف المتزايد بين العرب واليهود تعود الى الشعور بالاحباط عند العرب وازدياد معارضة العرب للصهيونية بالاضافة الى عوامل سياسية واقتصادية متعلقة بالهجرة اليهودية الى فلسطين .

رد فعل بريطانيا على احداث 1920-1921 (الكتاب الابيض الاول):
على ضوء احداث عام 1920- 1921 قررت الحكومة البريطانية اصدار تفسير رسمي لتصريح بلفور, هذا التفسير جاء مضمنا في الاعلان السياسي الذي وجه في حزيران 1922 الى المنظمة الصهيونية والى الوفد العربي الفلسطيني برئاسة موسى كاظم الحسيني الذي تواجد انذاك في لندن, هذا التصريح الذي عرف بالكتاب الابيض الاول لعام 1922 وجاء فيه ان الحكومة البريطانية تلفت النظر بان احكام تصريح بلفور لا ترمي الى تحويل فلسطين برمتها الى وطن قومي لليهود وانما انشاء وطن لهم فيها, وان الهجرة اليهودية يجب ان لا تزيد عن قدرة البلاد الاقتصادية لاستيعاب مهاجرين جدد. كما وان سياسة الوطن القومي لا تعني فرض الجنسية اليهودية على اهل فلسطين اجمالا.
مع بداية الادارة المدنية شكل المندوب السامي مجلسا استشاريا مكونا من عشرة موظفين بريطانيين وعشرة فلسطينيين (4 عرب مسلمين, 3 عرب مسيحيين, 3 يهود). في اب 1922 صدر امر عن هذا المجلس باقامة مجلس تشريعي مكون من المندوب السامي ومن 22 عضوا, 10 موظفين و 12 يتم انتخابهم ( 6 مسلمين, 3 مسيحيين, 3 يهود).
رفض الوفد العربي المشاركة في هذا المجلس لانه لا يمكن قبول دستور لا يضمن الاستقلال التام.


احداث آب عام 1929 :- (احداث البراق) :
تفاقمت العلاقات العربية اليهودية في فلسطين خلال العشرينات من القرن العشرين ووصلت الى ذروتها في احداث عام 1929 والتي عرفت باسم ثورة البراق وتتلخص اسباب هذه الثورة في ما يلي :
1-  تعاظم المشاعر الدينية بين العرب والمسلمين .
2-   ازدياد المعارضة العربية اتجاه فكرة الوطن القومي اليهودي .
3-   ازدياد الهجرة اليهودية الى فلسطين الامر الذي يشكل خطر على حقوق العرب الاقتصادية والسياسية والقومية .
4-   السبب المباشر : يعود السبب المباشر الى نشوب ثورة البراق الى الخلاف او النزاع الذي دار بين االعرب واليهود في فلسطين على حائط البراق والذي يعتبره المسلمون جزء من الحرم الشريف اما اليهود فيعتبرونه اكثر المناطق قداسة لانه اخر جزء من الهيكل الثاني وقد اطلق اليهود على هذا الحائط "حائط المبكى" ففي يوم الغفران 1928 حاول اليهود تغيير الوضع القائم في ساحة حائط البراق بحيث احضروا مقاعد ومعدات

دينية الى المكان وعلى اثر ذالك اعترض المسلمون على هذه الخطوة فقامت الشرطة البريطانية بابعاد ما احضره اليهود واعلن المجلس الاسلامي الاعلى بان اليهود يرغبون بالسيطرة التاريخية على الاقصى الا ان الخلاف حول الحائط لم ينتهي عند هذا الحد فبدأ التنافس بين العناصر القومية العربية واليهودية للسيطرة على الحائط ففي 15 اب عام 1929 قامت مجموعة من الشباب اليهود بالتظاهر قرب الحائط وخلال المظاهرة تم رفع العلم الصهيوني وانشاد نشيد وطني صهيوني ففي اليوم التالي قام العرب بمظاهرة مضادة في نفس المكان تم خلالها احراق الاوراق التي وضعها المصلون اليهود بين حجارة الحائط وعلى اثر ذالك نشبت مواجهات عنيفة ودموية بين العرب واليهود استمرت اسبوع بدأت من القدس وامتدت الى الخليل وصفد ويافا وتدخلت السلطات البريطانية لمنع هذه المواجهات والتي كانت حصيلتها مقتل 133 يهودي وجرح 339 اما الخسائر العربية فكانت مقتل 116 عربي وجرح 232 .

رد فعل بريطانيا على ثورة البراق :-
لقد اتبعت الحكومة البريطانية سياسة تعيين لجان بعد كل موجة من اعمال العنف والصدامات الدموية في فلسطين بين العرب واليهود فكان رد فعل بريطانيا على ثورة البراق تشكيل لجنة عرفت باسم لجنة شوو (shoo) وقدمت اللجنة استنتاجاتها والتي كانت على النحو التالي :-
1-  ضرورة اصدار بيان صريح عن سياسة بريطانيا في المستقبل وان تحدد معنى ضمان حقوق السكان من غير اليهود وموقفها بما يتعلق بسياسة الاراضي والهجرة .
2-  ضرورة تحديد الهجرة اليهودية ومراقبتها بسبب خوف العرب .
3-  اوصت اللجنة بتنظيم ملكية الاراضي وعدم تحويلها او بيعها لليهود وادخال اساليب جديدة لمساعدة الفلاحين الفلسطينيين .
4-  ضرورة تطبيق الحكم الذاتي في فلسطين .
بناءا على تطبيق لجنة شوو في اذار عام 1930 تم  تعيين محقق خاص للقيام بالتحقيق اكثر تفصيلا في مشاكل الهجرة والاراضي والاستيطان وقد عين لذلك السير هوب سومبسون وكان تقريرسومبسون مطابق لاستنتاجات وتوصيات لجنة شوو بحيث اوصى سومبسون بضرورة ايقاف الهجرة اليهودية ومراعاة حقوق العرب في فلسطين .


الكتاب الابيض لعام 1930 :- (الثاني) :-
بعد صدور تقرير سومبسون وتوصيات لجنة شوو حول احداث ثورة البراق عام 1929 اصدر البريطانيون الكتاب الابيض لعام 1930 فذكروا فيه انهم لم يتراجعوا عن سياستهم وانهم ملتزمون بصك الانتداب, ولكن الحكومة البريطانية ترى ان الوقت حان لمنح فلسطين درجة من الحكم الذاتي لمصلحة السكان دون تأخير على ان تلائم احكام صك الانتداب فعلى اثر ذالك قرر البريطانيون تشكيل مجلس تشريعي في فلسطين اما بالنسبة للاراضي فقد اعترف البريطانيون انه لا توجد في فلسطين اراضي لاستقرار المزارعين الجدد من المهاجرين, وقرروا منع الهجرة الى فلسطين .
كان رد العرب على الكتاب الابيض لعام 1930 انه ليس في الكتاب الابيض من جديد بالنسبة لحقوق العرب السياسية وان النصوص والمبادىء الواردة عن حقوقهم الاقتصادية والاجتماعية لا تضمن للعرب حقوقهم القومية. اما بالنسبة لرد فعل اليهود على الكتاب الابيض فقد اغضب الكتاب الابيض اليهود وهاجمته الحركة الصهيونية في الصحف البريطانية والامريكية وقد اعلن وايزمن زعيم الحركة الصهيونية بيانا يبين فيه التناقض مع بنود صك الانتداب وهي تراجع بريطانيا عن سياستها التي اتبعتها تجاه الوطن القومي .

الاحداث الرئيسية التي شهدتها فلسطين ما بين 1931-1935 :-

شهدت فلسطين خلال هذه الفترة تطور في المشاريع الاقتصادية بحيث تم فتح ميناء حيفا للحركة البحرية عام 1933 وتم توصيل خط بترول كركوك من العراق حتى ميناء حيفا بالاضافة الى ذالك تم انشاء شركة البوتاس في البحر الميت وتم اقامة شركة الكهرباء في فلسطين على يد مستعمرين يهود بالاضافة الى ذالك شهدت ارتفاع ملموس بعدد المهاجرين اليهود نتيجة لصعود الحزب النازي الى الحكم في المانيا بحيث قدمت الى البلاد الهجرة اليهودية الخامسة التي كان معظم ابنائها من المانيا وقد ساهمت هذه الهجرة في تدفق كبير لرأس المال الامر الذي ترك اثرا كبيرا في مجالي الاقتصاد والزراعة بحيث زاد عدد المستوطنات من 96 مستوطنة عام 1927 الى 172 مستوطنة عام 1936 فنتيجة للتحسن في الوضع الاقتصادي وتدفق رأس المال اليهودي تحسن الوضع الاجتماعي بشكل عام واصبحت الحكومة قادرة على توسيع خدماتها لجميع السكان ومع ذالك كان هناك تفاوت في مستوى المعيشة بين العرب واليهود وقد ظهر الامر جليا بمقارنة الرواتب الشهرية كذالك لم يطور العرب اتحاد تجاري او تنظيم عمالي يشبه الهستدروت والذي كان له اثر كبير في تحسين الوضع الاقتصادي داخل المستوطنات اليهودية. على الرغم من التحسن في الوضع الاقتصادي فان ارتفاع الهجرة اليهودية الى فلسطين عام 1933 ادى الى رد فعل عربي واسع بحيث اعلنت اللجنة التنفيذية العربية برئاسة موسى كاظم الحسيني الاضراب العام ونظمت مظاهرة كبيرة في القدس بحيث جرت اضطرابات عنيفة بين المتظاهرين والشرطة البريطانية كما حدثت اضطرابات في يافا ونابلس وحيفا فقتل في هذه الاحداث شرطي و24 مدني وجرح العشرات من العرب .

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق